(وفي ألسماء رزقكم وما توعدون)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بكم
العارف بالله الامام الاصمعي رضي الله عنه* كان في طريقه لزيارة بيت الله
الحرام* فخرج عليه قاطع طريق* فقال له قف *ثم سأله من انت ؟***
فقال أنا عبد من عباد الله**
فسأله ما هو عملك ؟**
فقال أقوم بتحفيظ أبناء المسلمين كتاب الله **
فطلب منه :** اسمعني ايه مما تحفظه لابناء المسلمين**
الأمام الأصمعي** رجل من اهل الفضل* ومن اهل الفطنة* فاختار له آيه تناسب قاطع الطريق
فقال بسم الله الرحمن الرحيم "**
وفي السماء رزقكم وما توعدون "**
فطلب منه قاطع الطريق ان يعيدها عليه مرة ثانية** فاعادها** ثم طلب منه ان
يعيدها للمرة الثالثة** وكررها للمرة الرابعة** وفي النهاية قال قاطع الطريق **
سبحانك يا ألاهي* كتبت لي رزقي عندك* وانا اعصيك* والله ما اقطع الطريق
بعد اليوم أبدا **
الآية هزت قلب قاطع الطريق** لانها خرجت من قلب مستنير بحب الله **خرجت
من القلب فوصلت الي القلب **.
أما ما خرج من اللسان**** فأنه لا يتجاوز الاذان** وتاب الي الله من آيه سمعها من فم الأمام الأصمعي**
وعندما وصل الأمام الأصمعي ألي بيت الله الحرام** وخرج ليلا يطوف بالبيت
الحرام** وإذا به يسمع انين باكي** كأنه انين ام ذبح ولدها الوحيد**
وهذا الأنين ينبعث منه صوت باكي ويقول :****
يا ألاهي ها أنا بل أنا واقف ببابك لألوذا بجنابك ** اقبلت توبتي فأهنئ نفسي ام
رددتها علي فأعزي نفسي .**
الأمام الأصمعي* قال له انت من يرحمك الله** فقال له انا الذي كنت اقطع الطريق**
ثم طلب منه ان يسمعه آية اخري من كتاب الله .**
فقال له بسم الله الرحمن الرحيم "** فورب السماء والارض انه لحق مثل ما انكم تنطقون "
وحين يقسم الله فيجب ان نعلم ان الامر جد خطير** والله يعلم ان الانسان دائما في قلق**
لاتعترض علي رزقك ****– رزقك في السماء اكيد ***– والله يعلمنا الا نتحدث في مسألة الرزق لأنها مسألة عدم ثقة في الله سبحانه****
ومن كلام الله "*** ما من دابة في الارض الا علي الله رزقها "*****
" قل من يرزقكم من السماء والارض ام من يبلغ السمع والابصار "****
" فلينظر الإنسان ألي طعامه** أن صببنا الماء صبا* ثم شققنا الارض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا "*****
صببنا* وشققنا* وأنبتنا**** وفي النهاية تقول انك خائف من قلة الرزق ؟*****
الرزق في يد الله **– والملك يكتب للانسان* وهو في بطن امه* رزقه واجله *ويقول
المولي عز وجل " ولو استقاموا علي الطريقة لاسقيناهم ماءا غدقا "** لوسعنا
عليهم رزقهم **
قاطع الطريق عندما سمع هذه الاية** قال من الذي اغضب الجليل حتي جعله يقسم **
وشهق شهقا خرجت فيها روحه الي الله** ومات في البيت الحرام تائبا ***.
هذا هو الأمام الأصمعي مع قاطع الطريق ***.
اسأل الله أن يطمئن قلوبنا بذكر الله ونفوسنا بواحدنية الله****
اسأل الله أن يجعلني وإياكم من ذوي القلوب السليمة***
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب.***
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته*****