بعد ثلاثة أعوام على نجاح المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام في أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط من داخل موقع كرم أبو سالم الصهيوني جنوب قطاع غزة والاحتفاظ به كورقة رابحة لتحرير أسرانا في وقت لم تفلح ترسانة الكيان العسكرية وتقنيته العالية في تحديد مكانة أو تحريره جددت كتائب القسام تمسكها بشروطها لإتمام صفقة تبادل الأسرى مؤكدة أن شاليط لن يرى النور قبل أن يراه أسرانا .
ففي الـ 25 من يونيو 2005 اقتحم ثمانية من المجاهدين موقع كرم أبو سالم عبر نفق حفر تحت الموقع العسكري، وتمكنوا من أسر الجندي جلعاد شاليط من داخل المدرعة التي كان يتحصن بها ويطلق النار من خلالها على منازل المواطنين شرق مدينة رفح، وقام المقاومون بنقل الأسير جلعاد شاليط إلى مكان أعد مسبقاً لأسره.
وبعد عملية الأسر شنت قوات الاحتلال الصهيوني حرباً شرسة ضد قطاع غزة وأهله، فقصفت طائراتها المنشآت الحيوية ومنازل قيادات المقاومة واختطفت نواب المجلس التشريعي عن حركة حماس بالضفة المحتلة في محاولة يائسة منها للانتقام من أهل القطاع والضفة بعد النجاح العسكري الذي حققته المقاومة من خلال اقتحام ذلك الموقع العسكري المحصن وأسر جندي من داخل إحدى المدرعات وضرب منظومة الجيش الذي لا يقهر.
ومنذ عملية الأسر وحتى اليوم جندت قوات الاحتلال الصهيوني كل أجهزتها العسكرية والإستخبارية والأمنية لمعرفة مكان أسر شاليط لمحاولة الوصول إليه إلا أن محاولاتها باءت بالفشل.
وفي مقابل ذلك الفشل الصهيوني، حققت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام نجاحاً استخبارياً وأمنياً كبيراً بتمكنها من الاحتفاظ بالأسير جلعاد شاليط دون أن يصل الاحتلال إليه أو يعرف أي شيء عن حالته.
وتشترط الفصائل الفلسطينية الآسرة للجندي مقابل الإفراج عن شاليط بأن تقوم قوات الاحتلال بالإفراج عن 1500 معتقل فلسطيني من أصل 11 ألف معتقل فلسطيني تحتجزهم قوات الاحتلال كرهائن في سجونها، ومن بين أولئك المعتقلين ما يقرب من 130 امرأة والعشرات من الأطفال القاصرين, ومن بين الـ 1500 التي تطالب المقاومة بالإفراج عنهم 450 معتقل من قيادات الشعب الفلسطيني وأصحاب المحكوميات العالية.
وبعد دخول شاليط عامه الثالث في الأسر يبقى السؤال الذي يتردد دائماً هل سيصبح شاليط رون أراد جديد, أم سيعود إلى بيته في أي لحظة بعد اقتناع حكومته الفاشلة بأن ثمن عودته هو الرضوخ لمطالب المقاومة الفلسطينية.