بسم الله الرحمن الرحيم
علم الأولون والآخرون أن الصلاة عماد الدين، وسراج اليقين، وحياة المتقين، وراحة الخاشعين، وجنة العارفين،
وباب الصابرين، وطريق الشاكرين، وحصن الخائفين، وشفاء كل داء، وكنز الدنيا والدين، وأن من ترك الصلاة محروم، ولو ملك الدنيا بحذافيرها ... فأي خسارة أعظم من خسارته وأي شيء يعوضه عنها ؟!!
يا من رضيت بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً...
عار عظيم عليك أن لا تصلي !!!
لأن الصلاة عماد الدين وركنها المتين
فإذا لم يقم بيت بدون أركان فهل يقوم إسلام بدون صلاة ؟!
وهنا لابد من وقفة:
كـيف لاتـصلـي ؟!
لـمـــاذا لا تـصلـي ؟!
إلى متى لا تصلي ؟!
كيف لا تصلي ؟!
وفى الصلاة تكفير السيئات، ومضاعفة الأجر، وقرب من الرحمن، وبعد عن الشيطان، وانشراح وطمأنينة للصدر " ألا بذكر الله تطمئن القلوب"
كيف!!!!!!
والصلاة أول ما يحاسب عليها العبد،
قال رسول الله
"إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر"
كيف!!!!!!
والصلاة صلة بين العبد وبين ربه،
قال رسول الله "إن أحدكم إذا كان في صلاته فإنه يناجي ربه "وقال تعالى"واسجد واقترب "
فمن أكثرالسجود ازداد قرباً من الله تعالى
كيف!!!!!!
والصلاة مرآة عمل المسلم، وميزان تعظيم الدين في قلب المؤمن، فإذا أردت أن تعرف قدر رغبتك في الإسلام وإذا أردت
أن تقيس إيمانك ففتش عن رغبتك في الصلاة ومدى تعظيمك لها، فعن الحسن قال : يا ابن آدم أي شيء يعز عليك من
دينك إذا هانت عليك صلاتك ؟!
كيف!!!!!!
وقد قال عليه الصلاة والسلام
"من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله"فإذا كان ترك صلاة واحدة فقط يحبط العمل ويغضب الرب تعالى فكيف بمن يترك الصلوات كلها أو أكثرها ؟!!!
.......
يا تارك الصلاة لماذا لا تصلي ؟!
هل تترك الصلاة كسلاً وطلباً للراحة ؟!
بالله عليك كيف ترتاح وأنت لا تصلى ؟!
كيف ترتاح بغير صلاة والصلاة طمأنينة للقلب ؟!
ألم تسمع قوله عزوجل
"إن الإنسان خلق هلوعاً إذا مسه الشر جزوعا، وإذا مسه الخير منوعاً إلا المصلين الذين هم علي صلاتهم دائمون"
هل تترك الصلاة بحجة أن المهم هو القلب ؟!
وتقول أنا قلبي أبيض، ولا أؤذى أحداً، وأحب الله، وأحب الناس، وهناك كثير ممن يصلون في قلوبهم حقد !!!
أقول لك هل قال لك الله : أن من كان طيباً أبيض القلب سقطت عنه الصلاة ؟!!!
وأقول لك لو كان يكفى حال القلب، لكان أحق الناس بالاستغناء عن الصلاة النبي وصحابته، ومع ذلك كانوا أشد
الناس حرصاً على الصلاة على وقتها في المسجد ... وأقول لك لو كانت الصلاة يمكن الاستغناء عنها فلماذا إذاً
فرضها الله علينا ؟!!! فهل فرضها عبثاً ولهوا ً؟!!!
....................
هل تترك الصلاة بحجة أنك مشغول ؟!
أحقاً تقول مشغول ؟!! بماذا ؟!!
بالمال والزوجة والعيال ؟!!
ومشغول عن من ؟!!
عن الله ؟!!!
وااا حسرتاه!! كنت أرجو أن تكون مشغولاً بالله ...
ألم تقرأ قوله تعالى
"يا أيها الذين آمنوا لاتلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون"وألم تسمع قول رسول الله "تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة "
هل تقول " لما ربنا يهديني" " إنك لا تهدى من أحببت "
فإذا كان هذا قولك .. فلماذا لا تنتظر في بيتك ويرزقك الله أليس الذي يهدى هو الذي يرزق ؟!!!
وأنا أذكر لك لطيفة قرآنية بشأن الرزق في قوله تعالى "فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه }
وفى شأن الهداية { ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين "
فجعل ( المشي ) للرزق و ( الفرار ) للهداية
فهل يصح لمن قرأ هذه الآيات أن يتراخى عن الصلاة!!!!!
إلى متى لا تصلي ؟!
وبعد كل هذا أراك تقول كلام مقنع وسأصلي، لابد أن أصلي، سأصلي من الغد لأبدأ من أول اليوم ...
وأقول لك مازال الشيطان يحاول معك، مع أني أراه قد بدأ يضعف ...ولهذا أنصحك أن تصلي
من الآن حتى تقطع عليه الطريق فتتوب وتستغفر وتتؤضأ وتصلي من الآن ...
وان كنت مصرا على ألا تصلي
فانظر ماذا ينتظرك مادمت لاتصلي :
_ستسحب على وجهك على جمر من النار.
_سينظر الله إليك بعين الغضب وقت الحساب فيقع لحم وجهك.
_ ستحاسب حساباً شديداً ويأمر الله بك إلى النار.
في الدنيا :
_ سينزع الله البركة من عمرك .
_ظلمة مستديمة ستبقى ظاهرة في وجهك .
_كل عمل تعمله لاتؤجر عليه من الله .
_لايرفع دعاؤك الى السماء.
_لايقبل دعاء غيرك لك .
_ستمقتك الخلائق في دار الدنيا . . . .
في القبر :
_يضيق عليك قبرك حتى تختلف أضلاعك.
_يوقد عليك قبرك وتتقلب على الجمر كل ليله وكل نهار.
_لك موعد مع ثعبان كل يوم خمساً فما زال يعذبك عن ترك صلاة الفجر حتى صلاة الظهر وما زال يعذبك عن ترك صلاة الظهر حتى صلاة العصر وهكذا.... بكل ضربة من هذا الثعبان تغوص في الأرض سبعين ذراعاً
عند الموت :
_ستموت ذليلاً.
_ ستموت عطشانا ولو سقيت بحار الدنيا
وبعد كل هذا رسالتي اليك
عليك أن تستيقظ قبل فوات الأوان
وأن ترفق بنفسك وترحمها قبل أن يأتي اليوم الذي تقول فيه
"يا ليتني قدمت لحياتي"